" غزة "ما بين الصمت العالمى والخذلان العربى

 
كتب : وائل عباس 
مجزرة لم يشهدها التاريخ المعاصر من قبل . تلك التى تتعرض لها غزة وأهلها ؛ جريمة حرب شنعاء تلك التى يقودها الرئيس الأمريكي " دونالد ترامب " وينفذها رئيس الوزراء الإسرائيلي المتطرف " بنيامين نتنياهو " ؛ تدمير كامل للبنية التحتية بالكامل ؛ شعب مشرد يعيش بلا مأوى فى ذلك البرد القارس شيوخه ونسائه وأطفاله ؛ تم تدمير كل المستشفيات تقريبا بحجة أنها مخازن لأسلحة المقاومة ؛ ما يزيد عن ٥٠ الف قتيل غير الجرحى والمصابين بأصابات قاتلة 
أشهر ترامب سيفه على غزة وأهلها منذ اليوم الأول لوجوده فى البيت الأبيض ؛ لترضى عنه المنظمات والجاليات الصهيونية التى دعمت حملته الأنتخابية تنفيذا لما وعد به فى حالة فوزه ووصوله إلى البيت الأبيض حتى ولو على حساب شعب أعزل بلا مأوى .
حرب استعمارية ليست جديدة على المستعمر ولا على الشعب الفلسطيني ؛ تم تهيأة المسرح العالمى لها من خلال صفقة روسية أمريكية يتخلى بموجبها البيت الأبيض عن دعمه لأوكرانيا وأجبارها على قبول صفقة سلام ترضى روسيا ؛ وفى المقابل عدم تدخل روسيا في خطة التهجير وغض الطرف عن تلك الجرائم ؛ وكما يفعل السحرة وممتهنى الخداع البصرى فقد قام البيت الأبيض بشن حرب على اليمن لأشغال الرأى العام العالمى وإدراج الأحداث تحت مسمى مكافحة الأرهاب وخلق جو مناسب ل " نتنياهو " لنقض الهدنة واستئناف الحرب ووضع شعب غزة تحت سياسة الأمر الواقع بعد رفض مصر بخطة التهجير الأمريكية ؛ واستبدالها بخطة مصرية بغطاء عربى يتحرك بعشوائية وعلى أستحياء ؛ 
تتضارب مصالح حكامه مع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ؛ مع أنقسام حاد فى توجهات الدول العربية شرقا وغربا واستغلال القضية الفلسطينية بمساومات لمصلحة حكامه الشخصية .
نعم " اتفق العرب ألا يتفقوا " ... !!!
منتهى الخزى والعار أن يقتل الأطفال وتنتهك عورات النساء ويذل الشيوخ وتقتل الرجال " ولا حياة لمن تنادي " ... !!!
لم يتبقى من العرب سوى أهل اليمن الذين هبوا بالسلاح لنصرة الإسلام والمسلمين منذ البداية ؛ ضرباتهم وصلت من أقصى الجنوب إلى الشمال ؛ لم يهابوا ولا أمريكا ولا حلفائها أغلقوا المضيق على أى سفينة متجة إلى الكيان ؛ تحملوا ضربات قاصمة من حاملات الطائرات وسلاح الجو الإسرائيلي ومازالوا ثابتين مرابطين ؛ رغم أن هناك من يفند عزم ضرباتهم وينسبها إلى مخطط إيرانى ؛ ولكنها تبقى ردا فاعلا أزكى وأرفع مقاما وشأنا من " صمت الخرفان " ... !!!

ثم يأتى الدور المصرى الشجاع برفض التهجير رفضا قاطعا وتحدى الرئيس الأمريكي الأستعمارى المغرور ؛ جاء التصدى المصرى قولا وفعلا ديبلوماسيا وعسكريا ؛ ليرسل للجميع رسالة مفادها أن مصر وستظل جبلا راسيا لا يتخطاه معتدى ولا يستطيع أن يرتقيه ظالم .
ثم يأتى الصمت العالمى الذى لطالما حدثنا عن حقوق الإنسان ومنظماته التى أستخدمها فزاعة لأبتزازنا صباحا ومساء صيفا وشتاء ؛ لم يهتز الضمير العالمى الغربى لقتل ٥٠ ألف إنسان بآلة حربية غاشمة ؛ لم تتأثر منظماته الدولية بضرب المستشفيات على الجرحى والمصابين ؛ لم تندد منظمة واحدة على قتل الأطفال ؛ جرموا من ينكر محرقة اليهود التى زعموها وكفت أبصارهم عن مزابح غزة ... !!!

روسيا كما كانت ودوما تستغل الأحداث لمصلحتها العليا فهى لا حبيب ولا حليف لها ؛ ولكنها أستخدمت إيران وميليشياتها لتفجير الوضع في الشرق الأوسط وأشعال الشرارة الأولى فى حرب غزة ؛ حتى تستخدمها كورقة ضغط تساوم بها على مائدة المفاوضات العالمية ؛ ولتشتيت الغرب عن الحرب فى أوكرانيا ؛ وقد فعلت وساومت وحققت أهدافها ؛ وهى الآن تترك غزة وأهلها بدون بيان تنديد واحد أو دعوة واحدة لمجلس الأمن تدعو فيه لوقف تلك المجازر .
من لغزة وأهلها ... !!! ألا الله ثم سلاح المقاومة الحرة الشريفة والبقية الباقية من شرفاء العالم .

أنقذوا " غزة " فشعبها يباد ؛ أنقذوا " غزة " فحرماتها تنتهك ؛ أنقذوا " غزة " فلا نامت أعين الجبناء ... !!!

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أجمل التهانى القلبية للعروسين محمد وحبيبة

يعلن ائتلاف القيادة الوطنية للشباب عن تخرج الدفعة الثالثة من الصالون الثقافي

افتتاح مكتب بولاق الدكرور لفض المنازعات نقابة مستشاري التحكيم الدولي