قصة وعبرة
كتب محمد خضر
جدال فرعون بالباطل نموذج للمجادلين اليوم
إنَّ في قصة فرعون مع موسى عليه السلام عبرةً عظيمة، إذ يُمثّل فرعون نموذجاً للجدال بالباطل، الذي لا يُراد منه الوصول إلى الحقيقة، بل التشويش عليها، والتمسك بالسلطة والهوى، وتضليل الناس. وهذا الأسلوب لم ينقرض، بل تكرر عبر الزمان، ويتجلى اليوم بأشكال جديدة في الإعلام، والمناظرات، وحتى في مجالات العلم والدين.
مظاهر جدال فرعون بالباطل:
التشكيك في الرسالة لا بالحجة، بل بالسخرية:
قال: "وما رب العالمين؟" ثم قال: "إني لأظنه كاذباً"، فبدلاً من الاستفسار بحسن نية، بدأ بالسخرية والتكذيب.
الاستعلاء والاحتقار:
قال: "أم أنا خير من هذا الذي هو مهين ولا يكاد يبين؟" – حجته كانت مكانته الاجتماعية والبلاغة، لا صدق الدعوة.
التهديد والقمع بدل الحوار:
"لئن اتخذت إلها غيري لأجعلنك من المسجونين" – استخدم السلطة لإخماد الصوت المخالف.
الافتراء وقلب الحقائق:
"إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد" – جعل من دعوة التوحيد تهديداً للأمن!
أوجه الشبه مع المجادلين اليوم:
السخرية من الثوابت الشرعية أو من الدعاة المخلصين.
استخدام الإعلام لتضليل العامة وتصوير الباطل في صورة الحق.
اللجوء إلى التشويش والإثارة العاطفية بدل النقاش العلمي والمنطقي.
الاعتماد على السلطة أو الشهرة بدلاً من الحجة.
خلاصة:
إنَّ جدال فرعون ليس مجرد حادثة تاريخية، بل هو نمط يتكرر في كل زمان ومكان. فكل من يجادل ليُثبت باطلاً أو ليُطفئ نور الحق، مستخدماً التهويل أو السلطة أو الافتراء، فهو يسير على خُطى فرعون...
تعليقات
إرسال تعليق