عِتاب المُحِب
عاتبتُكُم عِتاب
المُحِبُ حَبيبَهُ
فقُلتُ بِأدبِ الوفاءِ
أعيروني سَمعَكُم
واستمعوا إلىَّ بإصغاءِ
فما الَّذي عَن زيارتي صَدَّكُم
أخَشَيتُم مُعاتَبَتِكُم
فتتأثروا بِحُرقةِ الأجواءِ
فلو اخلَصتُم
في الحُبِّ صِدقكُم
لجِئتُم إليَّ
سَيراً علىَ الماءِ
فعِندَ تناهي
شِدَّتي يكونُ فرجي
وعِندَ نُزولِ بلائي
يكونُ رجائي
وفي مِثلي
فليطمعَ الطَّامعون
فلن أجزعَ
لِما واتاني زماني
ولن أكُن حَرِجاً
من شِدَّةِ أحزاني
لابُدَّ للعُسرِ
من يُسرٍ سَيعقُبهُ
والفَرَجُ يَعرِفُ مكاني
فكُنتم وكُنَّا
وكان الزَّمانُ مُساعِداً
فصِرتُم وصِرنا
والآن الزَّمانُ مُباعِداً
فإذا ما رماك
الدَّهرُ بنكبةٍ
فتَهَيأ لها صدَّاً
وتَحَمَّل أيَّ لَطمَتَةٍ
وكُن لِها نِدَّاً
فإنَّ أحوالَ
الزَّمانِ كثيرةٌ
فيوماً ترىَ عُسراً
ويوماً ترىَ يُسراً
وما الأيامُ إلَّا صَحائفُ
نُؤرِخُ فيها لأِنفُسِنا
ثُمَّ نُمحىَ مِن الدُّنيا ونُمحَقُ
ولم أرىَ مِثلَ
دائرةَ المُنىَ
نوَسِّعُ فيها آمالنا
ولكِّنَّ العُمرُ ضيَّقُ
وإن عاتَبَني فيكُم مُعاتِبٌ
فالنَّفسُ تأبىَ الخِصامَ
وليسَ الوِدُّ غائِبٌ
ومَلامُ العِتابِ كلامَ
والله خير مُحاسِبٌ
بقلم / ممدوح العيسوى
مصر
تعليقات
إرسال تعليق