شذرات تحليلية علي المطبخ السياسي

                              

بقلم : د . ليلي صبحي     

الطائرات الاسرائيلية علي ايران بطيارين أمريكيين
ورغم الضبابية الإعلامية التي أحاطت بالعدوان الجوي الأخير على ايران، إلا أن التحليل العسكري والسياسي للأحداث يُشير بوضوح إلى فرضية خطيرة تستحق الوقوف عندها بجدية ، إلا وهي ان الطائرات التي نفذت الضربات أمريكية الصنع وإسرائيلية الانطلاق، لكن بعض من كان يقودها في السماء هم طيارون من سلاح الجو الأمريكي.

هذه الفرضية ليست مجرد خيال أو نظرية مؤامرة، بل تنطلق من مؤشرات ملموسة وتاريخ من التعاون العسكري العميق بين الولايات المتحدة والكيان الصهيوني، خاصة في الملفات ذات الحساسية القصوى، كالمواجهة مع إيران.

وفي نفس السياق تحليل التنسيق المعلن والخفي بين واشنطن وإسرائيل يشير الي انه لم تُخفِ الولايات المتحدة يوماً دعمها الأمني والاستخباري لإسرائيل، بل إن التنسيق بين الطرفين في المسائل المتعلقة بإيران يبلغ أعلى درجات التكامل، كما أظهرت وثائق وتسريبات متكررة خلال العقدين الأخيرين.                                            

لكن الجديد اليوم، هو احتمال المشاركة المباشرة الأمريكية في العمليات العسكرية الإسرائيلية، وهو أمر لم يُعلن رسميًا، لكنه بات مرجّحًا في ظل المعطيات الميدانية, وعند
تحليل البصمة التقنية والعملياتية نجد أن المراقبين لاحظوا أن الهجوم تم بطريقة معقدة من حيث الاختراق الجوي، والتشويش، وتجاوز الدفاعات، ما يشير إلى تدخل منظومات أمريكية متقدمة، إما من حيث التخطيط أو التنفيذ أو القيادة العملياتية. كما أن الطائرات التي نفذت الضربات – وفق مصادر غير رسمية – حلّقت لمسافات بعيدة، بطريقة توحي باستخدام خبرات عسكرية أمريكية ميدانية في التخفي والضربات الدقيقة.

 ومن الجدير بالذكر انه عندما تستخدم إسرائيل طيارين أمريكيين علشان تتحامي في أمريكا، وإذا صحت هذه الفرضية، فقد تعود لأسباب متعددة، منها الحرفية القتالية والخبرة الأمريكية في العمليات بعيدة المدىوالتعامل مع الأنظمة الدفاعية الإيرانية.
 و محاولة سياسية لتضليل إيران ومنعها من الرد المباشر على إسرائيل، من خلال إدخال أمريكا في واجهة الضربة بطريقة مُبهمة. كما تبغي إرسال رسالة ردعية لإيران مفادها أن أي تصعيد ضد إسرائيل سيعني مواجهة مباشرة مع الجيش الأمريكي.

واما عن تداعيات هذا السيناريو ان ثبت أن طيارين أمريكيين شاركوا في هذه العملية، فإن العدوان لم يكن اسرائيليًا فحسب، بل عدوانًا أمريكيًا بكافة المقاييس، يستدعي ردًا سياسيًا ودوليًا مباشرًا من طهران، ويعيد تعريف قواعد الاشتباك في المنطقة برمتها. كما أن هذا النوع من التدخل سيؤسس لمرحلة جديدة من الحروب الهجينة في المنطقة، حيث تختلط الرايات، وتتقاطع الهويات، وتُنفذ الضربات بـمقاتلات مُقنّعة وبأيدٍ متعددة تحت مظلة واحدة.

نحن أمام مرحلة جديدة من العدوانية المنظمة، تُدار بدقة أمريكية وعقيدة صهيونية. وعلى محور المقاومة أن يُعيد تقييم معادلاته، لا فقط عسكريًا، بل إعلاميًا ودبلوماسيًا. لأن أكبر خطر قادم ليس فقط من الصواريخ، بل من الضباب الذي يُراد له أن يُخفي اليد الأمريكية خلف العلم الإسرائيلي.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أجمل التهانى القلبية للعروسين محمد وحبيبة

يعلن ائتلاف القيادة الوطنية للشباب عن تخرج الدفعة الثالثة من الصالون الثقافي

افتتاح مكتب بولاق الدكرور لفض المنازعات نقابة مستشاري التحكيم الدولي