هل من الصحي شرب المشروبات الغازية مع لحم العيد؟


بقلم: معين فضل محمد قاسم

مع حلول عيد الأضحى المبارك، تتزين موائد المسلمين بأشهى أطباق لحوم الأضاحي، حيث تجتمع العائلات على الولائم العامرة. وفي خضم هذا الاحتفال، يعتاد الكثيرون تناول المشروبات الغازية مع اللحوم بدافع التعود أو ظنًا منهم أنها تخفف من ثقل الوجبة. ولكن، هل هذا السلوك الغذائي صحي؟ وما تأثيره الحقيقي على الجسم؟

ما الذي تحتويه المشروبات الغازية؟

تُعرف المشروبات الغازية، ولا سيما السكرية منها، بكونها مشروبات فقيرة غذائيًا، لكنها غنية بما يلي:

كميات كبيرة من السكريات المضافة التي ترفع السعرات الحرارية دون تقديم فائدة غذائية تُذكر.

أحماض مثل حمض الفوسفوريك، التي قد تهيّج بطانة المعدة وتؤثر سلبًا على امتصاص معادن هامة كالكالسيوم والمغنيسيوم.

الغازات التي تُسهم في الشعور بالامتلاء والانتفاخ، وقد تزيد من أعراض الارتجاع المعدي لدى بعض الأشخاص، خاصة عند تناولها مع وجبات دسمة غنية بالدهون والبروتين مثل لحم الأضحية.


ماذا يحدث عند تناول اللحوم مع المشروبات الغازية؟

رغم انتشار تحذيرات مبالغ فيها على وسائل التواصل الاجتماعي حول "تسمم داخلي" أو "تعطّل الهضم"، إلا أن المختصين يشيرون إلى أن:

تناول اللحوم مع المشروبات الغازية قد يسبب عسرًا في الهضم وانتفاخًا بسبب تداخل الدهون مع الغازات والأحماض.

الإفراط في الجمع بين اللحوم الحمراء والسكريات قد يزيد من الضغط على الجهاز الهضمي، ويؤدي إلى شعور بالخمول أو انزعاج في المعدة.

لدى من يعانون من متلازمة القولون العصبي أو النقرس أو مشكلات الكبد، فإن هذا النمط الغذائي قد يؤدي إلى تفاقم الأعراض.


الكلى والكبد... هل هما في خطر؟

على المدى الطويل، نعم. فالكبد قد يتأثر من استهلاك كميات كبيرة من السكريات، مما يرتبط بارتفاع احتمالية الإصابة بـ مرض الكبد الدهني غير الكحولي.
أما الكلى، فقد تتضرر خصوصًا لدى من يعانون من ارتفاع حمض اليوريك، حيث يمكن أن يؤدي الإفراط في تناول اللحوم إلى نوبات النقرس أو إرهاق في وظيفة الكلى.

مع ذلك، من المهم التوضيح أن هذه التأثيرات لا تحدث من وجبة واحدة، بل هي نتيجة تراكم لعادات غذائية غير متوازنة على مدى طويل.

✅ النصيحة الذهبية:

اجعل الخضروات الغنية بالألياف (كالسبانخ، الجزر، البروكلي) رفيقة لطبق اللحم، لتحسين الهضم وتعزيز امتصاص العناصر المفيدة.

استبدل المشروبات الغازية بالماء، ويفضّل شربه قبل الأكل أو بعده بنصف ساعة لتجنب تمييع العصارات الهاضمة.

وازن بين المتعة والصحة، فالإفراط لا يفسد الهضم فقط، بل قد يترك أثرًا طويل الأمد على أعضائك الحيوية.


ختامًا...

عيد الأضحى مناسبة للفرح وصلة الرحم، لكنه أيضًا فرصة لإعادة النظر في عاداتنا الغذائية.
استمتع بلحم الأضحية، لكن بوعي.
واجعل طعام العيد مصدرًا للصحة لا عبئًا على الجسم.

عيدكم مبارك، وصحتكم بخير! 🌿

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أجمل التهانى القلبية للعروسين محمد وحبيبة

يعلن ائتلاف القيادة الوطنية للشباب عن تخرج الدفعة الثالثة من الصالون الثقافي

افتتاح مكتب بولاق الدكرور لفض المنازعات نقابة مستشاري التحكيم الدولي