قراءة نقدية في قصيدة: لا تقلبي العاطفة تسول للشاعرلزهردخان


متابعة /لزهردخان

🔹 عنوان القصيدة: بين التحذير والتأويل
"لا تقلبي العاطفة تسول"
عنوان يفتتح النص بتحذير غير مباشر موجَّه للأنثى/الصورة، فيبني مسافة من القلق والاحتمال. 
الفعل "تقلبي" يوحي بالحركة والتغيير، بينما "تسول" يحمل شحنة سلبية ترتبط بالاحتياج المذلّ، مما يشي بتوتر داخلي بين نداء العاطفة وقيم الكبرياء.

🔹 مفتتح القصيدة: خطاب لصورة أنثى
هاتيه مع يدك
السلام عليكِ أيتها الصورة
ولا تدفعي أكثر من رزق الله

يبدأ الشاعر بطلب مشوب بالحنو والغموض: أن تأتي الأنثى بالصورة مع يدها، وكأن الصورة مشروطة بالحضور الجسدي، العاطفي، أو القدري.
يُكرّس النص علاقة غير متكافئة بين العطاء العاطفي والقبول بمقادير الرزق، مما يعيد تشكيل مفاهيم الحب ضمن ميتافيزيقا الرضا الإلهي.

🔹 تأملات شاعرية في معاني الكتابة والوجود
سطور أملكها بمعانيها / كانت على كفي منذ خلقت
ولي بها سلام الله

يحيل الشاعر الكتابة إلى حالة غنوصية، حيث يولد المعنى معه منذ الخلق، والسطور ليست مُكتسبة بل موروثة فطرياً.
ويتداخل في هذا المقطع القدري باللغوي، والإلهي بالشخصي، مما يضعنا أمام شاعر يعي مسؤولية الكلمة، لا كأداة بل كأمانة.

🔹 التقابل بين اللسان الطبيعي والحسن غير الطبيعي
إني هنا معروب بلسان طبيعي / مرعوب من حسن ليس طبيعي

التقابل الذكي بين الطبيعي وغير الطبيعي يُظهر مفارقة لغوية ودلالية تشي باضطراب الوجدان أمام الجمال الطاغي.
فالشاعر معرَّف بلسانه، لكنه مرعوب من صورة/أنثى خرجت عن قوانين المألوف.

🔹 استعارات وجودية وخلاصات روحية
فبيعي لي روعي
وهاتي ذاك السلام الذي إذا رضيتي سيلقى

عبارة "بيعي لي روعي" تمثل قمة في شعرية المفارقة: كيف تبيع المرأة خوفه؟ وكيف يصبح الرعب سلعة؟
الجواب هو في ما يلي: إنها أنثى السلام، التي إذا رضيت، تغيّر مجرى الطبيعة — فـ"تبتلع الأرض جفافها".

🔹 الختام: استعارة اللون الأبيض كخلاص
واستخدمي الأبيض / إنه لون العرائس / إنه لون الخلاص من الوساوس

الأبيض، في ختام القصيدة، يتحول إلى رمز طهوري، كأنه طقس عاطفي صوفي.
يختم الشاعر النص بنداء للعذرية النفسية، ونقاء الحب، وربما لولادة جديدة بعد انطفاء دام طويلاً.

✍️ خلاصة نقدية
قصيدة "لا تقلبي العاطفة تسول" لا تنتمي إلى الحب كما يُكتب عادة، بل إلى منطقة أكثر صفاءً، وأكثر وجعاً في آن.
هي خطابٌ لغويٌّ ميتافيزيقيّ لأنثى متخيلة / حقيقية / مرئية / غير مرئية... أنثى تُكتب كأنها لغز، وتُستدعى كما يُستدعى الطيف أو النبوءة.
اللغة فيها مصقولة، متوترة، وشاعرية بحرفيّة فطرية تنبع من تجربة الشاعر العميقة مع ذاته ومع اللغة.
وبين الطلب والامتناع، بين اليد والصورة، بين الأبيض والوساوس، تتشكل قصيدة تسكن المسافة بين الشعر والدعاء.
- لا تقلبي العاطفة تسول
هاتيهِ مَعَ يَدَكِ
السلام عليكِ أيتها الصورة
هاتيه مع يدك
ولا تدفعي أكثر من رزق الله
لا تقلبي العاطفة تسول
سطور أملكها بمعانيها
كانت علی كفي منذ خلقت
كانت لا ثورية
ولي بها عندما أقرأها
لي بها سلام الله
فهاتي أيتها الصورة تلك الصورة
إني أكسب عندما أكتب
ولا تعظم الأمور عني كما يخال لك
إني هنا معروب بلسان طبيعي
مرعوب من حسن ليس طبيعي
فبيعي لي روعي
وهاتي ذاك السلام الذي إذا رضيتي سيلقی
وتبتلع الأرض جفافها حين أرضی وأبكي
وحين تمطر دموعي
وأخاطبك بعد شبع من الجوع
وأستطيع وأسلم                   
فهاتي السلام مع يدك وإستخدمي الأبيض
إنه لون العرائس
إنه لون الخلاص من الوساوس

26 مايو أيار2023م

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أجمل التهانى القلبية للعروسين محمد وحبيبة

يعلن ائتلاف القيادة الوطنية للشباب عن تخرج الدفعة الثالثة من الصالون الثقافي

افتتاح مكتب بولاق الدكرور لفض المنازعات نقابة مستشاري التحكيم الدولي